مؤازر صلاح
  • الرئيسية

  • المدونة

  • عنّي

  • للتواصل

صحافي وصانع محتوى

  • الرئيسية

  • المدونة

  • عنّي

  • للتواصل

الرئيسية / 2019
لـ مؤازر صلاح | 10/11/2019
مارس دورك بنزاهة

مارس دورك بنزاهة

قام الناقد الأدبي الفرنسي رولان بارت بجمع وانتقاء شهادات العشاق من الأدباء والفلاسفة والشعراء عن وصف ألم العشق ووجعه، ومعاناتهم فيه، وجمعها في كتاب سماه “شذرات من خطاب في العشق”، أقتبس هنا من الكتاب هذه المقولة: “أول مانقع في حبه هو المشهد، الصورة التي نشاهدها للمرّة الأولى، فيؤطّر المشهد، ويُصبح حادّاً وواضحاً، لكنه يتحوّل بشكل تلقائي إلى ذكرى” !

وسأخرج من السياق العشقي للكتاب وحالات التماهي في الحبّ إلى اتساع الحياة، التي يكون فيها ألم العشق مجرّد ألم من آلام كثيرة وأنواع مختلفة من المعاناة التي نتجرعها كلّ يوم ..

في الحياة نقع دائما في البداية في حب المشهد، أيّا كان ذلك المشهد؛ صداقة، عمل، زواج، مرحلة جديدة من الحياة .. إلخ من البدايات التي نحبّ الصورة الذهنية التي نكونها عنها في ذاكرتنا، فنقوم بتأطير ذلك المشهد البديع وجعله صورة خالدة في أنفسنا وكأننا بذلك نصنع من هذا المشهد معيارية للكيفية التي ينبغي أن تكون عليها هذه الصداقة، والعمل الجديد الذي انتقلنا إليه للتو، وصورة الزواج المثالي مع شريكة الحياة كما نراه، والمرحلة الجديدة من العمر بكل توقعاتها وآمالها العريضة ..

فيصبح المشهد فعلا حادّاً وواضحاً، نراه بكل تفاصيله، التي نغرق فيها، ونعيد ضبط إيقاع الحياة عليه، فإن خرجت الأمور عن السيطرة أو ساءت نعود للوراء ونسترجع المشهد الذي جعلناه معيارا لما يجب أن تكون عليه الأمور والصورة الحقيقية، ونبحث عن الثغرات ومخابئ النقص كي نكمل الصورة المثالية للمشهد المؤطر في ذاكرتنا ..

لكننا وبشكل ما ننسى حقيقة انعدام المعيارية في الحياة، انعدام الثبات وما يجب أن تكون الأمور عليه، وأن الحياة ليست عادلة بالشكل الكافي لتنصفنا، وليست أخلاقية بالشكل الكافي لتعطينا حقّنا وإن كنا صادقين ومنسجمين مع المعايير الأخلاقية للكون ..

لذلك نرثي بشكل أو بآخر أنفسنا ومن نحب من خلال عبارات ساذجة مثل: “ما يستاهل، ماله نصيب، حرام والله يصير له كذا” فكل تلك العبارات لا تقدم ولا تؤخر شيئا من حقيقة أنّ الحياة غير عادلة والناس لا أخلاقيين !

نحن نتصرف في الحياة وكأننا مؤديين على خشبة مسرح، نتقمّص الأدوار بعناية فائقة، ونستخدم القيم والمنظومة الأخلاقية التي تناسب الدور الذي نقوم به بجدارة، ولكن لا يجب أن يخدعنا هذا، علينا أن نعلم أنه دور كبقية الأدوار على خشبة الحياة، دور له مدة زمنية ببدايتها ونهايتها ومرهونٌ تماماً بالحاجة، الحاجة هي التي جعلتنا نستخدم هذا الدور في هذا الوقت وبهذا الشكل تماما .. وعندما تنقضي الحاجة سينقضي دورنا معها، وننتقل لدور جديد بقيمه ومنظومته الأخلاقية التي سنتبناها وننافح عنها .. !

لذا حاول أن تمارس دورك بنزاهة، أن تحافظ عليك من التلوث، أن تحتكم إلى ذاتك وما اخترته ليكوّن أخلاقا تعامل بها هذا الكون بكل شروره، لا تغير ذاتك مهما ساءت الظروف، فإن فقدت ذاتك فلن يعود هناك من مكسب !

لـ مؤازر صلاح | 10/11/2019
مساكينٌ من لا يسمعونَ موسيقى الجاز ..

مساكينٌ من لا يسمعونَ موسيقى الجاز ..

مساكينٌ من لا يسمعونَ موسيقى الجاز ..

لأن موسيقى الجاز لا تتسلل إليك، لا تحاول إغوائك، لا تسعى للفتِ انتباهك، وبالتأكيد هي لا تُغازل حواسّك بالساكسفون .. الجاز أكثرُ عنفواناً من ذلك بكثير، وأكثرُ جموحاً ..

الجاز حُرّية .. والحُرّية جامحة، صاخبة، تضرمُ في جنباتِ الروح النار، ثم ترقصُ حولها حدّ الهلاك ..

الجاز تاريخٌ طويلٌ من النِضال، من الرفض، من البحث عن المعنى، والتمسّك بالحق ..

الجاز التقاطٌ للبقايا، وتحويلها لأكثر الأعمالِ الفنّيةِ دهشة ..

الجاز غربة، ألم، وحشة، تلقائية، فرادة، جنون، إبداع، انسياب، تجدّد، وقاموسٌ لا يُحكى بل يستقرّ في أعماقِ الوعي ..

الجاز كالدّين .. لا يعترف بالمنطق، ولا الأدلة والإثباتات والبراهين،لكنّه الإيمانُ المطلق، المشاعرُ التي تجتاحُ تفاصيلَك كأولِ قصةِ حُبّ، كأولِ قُبلة، كأولِ امرأةٍ تضمّها طفلاً فتغدوا بعدها كهلاً .. !

الجاز مرآةٌ للتنوع، للتناغم، للانسياب التام، للخفّة والتحليق كغيمة تؤمن أنها أينما حلّت سقَت، هذا التنوع هو ما جعله أكثر قوة، متانة، صخب، وأسرع انتشارا من نارٍ تأكلُ الهشيم وتحيله رماداً ..

الجاز ثقبٌ في الروح يسعى العازف لرتقه بكلّ ما يملك من مشاعر وأحاسيس، يستحضر بذلك كل قصص الحبّ، كل اللحظات الدافئة، كل طقوس المحبين في التعبير عن مشاعرهم القلقة والعميقة، وإن لم تفلح استحضر النقيض تماما فيسترجع كلّ وجع الخيبات، ومرارة خذلان، وكل سعي نحو الالتحام بمن يصهر القلب من نظرة ..

الجاز هو موعد الوجع المؤجل الذي يحفر في القلب موضعه، ثم يستقرّ دون حراك، هو تلك الجمرة التي كلما وطئناها ظللنا نقفز على حافّة الهاوية بين السقوط واللاسقوط، هو نفحة العذابات التي نستحضرها بين كلّ معزوفة وأخرى ..

الجاز هو رائحةُ عرقِ المُتعبين، الموجوعين، المأنونين، المهمّشين الأبطال في عوالهم وأزقتهم الخاصة، رجالُ الظِلّ في كلّ ما عداها، وكلّ من لا نراهم بعين الندّ  ..

والجاز في ذات الوقت هو بريقُ الفرح في عين الطفل وهو يركض خلفَ كرته لا يبالي بجنون هذا العالم، وحماقاته الغير المنتهية، ولا إجحافه في حقه، ولا ادعاءات هيئات ومنظمات حقوق الإنسان التي تنتهك الإنسانية كل يوم ألف مرة ..

الجاز هو تعويذة الجدّة لحفيدتها وهي تضفّرُ شعرها لجديلتين على كلّ منهما شريطةٌ بيضاء كبياضِ أمنايتها لها بمستقبل أقلّ وجعاً وخذلاناً من ماضيها ..

مساكين من لا يسمعون موسيقى الجاز

مساكينٌ من لا يسمعونَ موسيقى الجاز ..

فالجاز يُعيد ترتيب الأشياء، الأشخاص، والزمكان، ويفتحُ الأبوابَ الموصدة في وجهِ الشمس كي تُطهّر جِراحَ الذات ..

الجاز هو اللانظام، هو الارتجال، هو عمقُ الساكسفون، وجعُ التشيللو، انسيابُ البيانو، شغبُ الجيتار، صياحُ الترومبون، وضجيجُ الدرامز .. هو نحنُ هنا، على قدمِ المساواةِ وتمام الإنسانية، والكثير من الأمل .. !

الجاز هو فنّ الممكنات، هو  آرمسترونغ، نينا سيمون، كارلوس مينكوس، فرانك سينارترا، كولمن هاوكينز، ميليس ديفيس، جون كولتراين، ديف بروبيك، دوك إلينغتون، ليستر يونج، أوسكار باتيرسون، تيدي ويلسون، ري تشارلز، بين ويبستير، بيلي هوليدي، هو اللحظة التي تحاولُ فيها التقاطَ أنفاسك الهاربة وأنت تحاولُ استحضارَ كل أولائك المجانين المبدعين الذين مرّوا في رحلة الانعتاق من الوجعَ بالجاز، بالموسيقى .. !

 

الجاز ليس موسيقى فحسب ..

مساكينٌ من لا يسمعونَ موسيقى الجاز .. !

 

لـ مؤازر صلاح | 10/11/2019
دُوار الاحتمالات ..

دُوار الاحتمالات ..

في مكانٍ منعزل

على شاطئٍ على الأغلب

ربما كوخٌ خشبيٌّ مرتفعٌ عن سطح الأرض بخمسة درجات

تفوح منه رائحة الخشب العتيق ورائحة الورق وشموع الفانيلا واللافندر ..

 

وحيدٌ .. ربما !

أستيقظ في تمام الخامسة فجراً

أقوم بتكاسُلٍ من سريري، أغسلُ وجهي بتثاقل

أصنع كوب الشاي في كوبي الأزرق المفضّل

أرتدي “تيشيرت” أزرق سماوي خفيف ليُلائم الشورت الرمادي الذي نمت به

أحملُ الكتاب الذي لم أنهيه بالأمس

أتوجه للشاطئ ..

 

لازالت الشمس مختبئة

أستلقي على ظهري وأضع الكوب بجانبي بعد رشفتين سريعتين

أنظرُ للبحر كأني ألقي عليه تحيّة الصباح

أبدأ في القراءة، وتبدأ الشمس في الشروق

تمرّ بجانبي حسناء

لا أعرفها .. ربما !

تُلقي عليّ التحيّة، فأردّ تحيتها بابتسامة

تجلسُ بالقرب، وتشاهد الشروق مثلي

نحكي قليلاً .. ربما !

نتفق أن نفطر سويّاً

لن أكون راقياً بما يكفي، لكنّي سأغيّر مفهومها عن القهوة

وإن كنت محظوظاً سأبشرها باعتناق الشاي ..

سنحكي كثيراً ، ونثرثر في كلّ مالا يُهم

يمرّ الوقت سريعاً

أشاهد الشباب يلعبون كرة اليد الشاطئية

أحتضنها، وأقبلها على وجنتها اليمنى

وأمضي للّعب معهم ..

 

تصبحُ الساعة الحادية عشر

أشعرُ أنّي مرهق، فأود إلى كوخي، أستحم

أجلسُ على الكرسيّ في الشرفةِ المطلّة على البحر

أعودُ للقراءة ومشاهدة البحر

واستراق النظر للحسناوات .. ربما !

 

يمضي الوقت ببطئ

أستلقي على سريري، أنامُ قليلاً

أستيقظ عصراً وأخرجُ للشاطئ

معي رقعة الشطرنج

أجلس وألعب كالعاشق المئنون .. وحيداً

يأتي أحدهم ليشاركني اللعب، فنصبحُ اثنان

يزداد العدد تدريجياً

نصبحُ شلّة، نضحك ونتحدى بعضنا ..

 

أقومُ فجأة من وسطهم، فقد حانَ موعد الغروب

تمرّ ذات الصبية

تسلُم، فأردّ بذات الابتسامة

أفسح لها المجال، وأشير لها بيدي لتدنو وتجلس

لا تتردد، تجلس

أستلقي لأشاهد الغروب

تستلقي قربي

نشاهد الغروب سويّاً، دون أن نثرثر ..

 

تظلم ..

أواعد الرفاق الذين هزمتهم وهزموني منذ قليل كي نلتقي بعد ثلاثة ساعات

أقبّل الصبيّة مرة أخرى

قبلة أدفئ .. ربما !

أسبحُ قليلاً في العتمة

أعود إلى كوخي، أستحم مرة أخرى

أبدّل ما أرتدي لشيء أفضل وأكثر ملاءمة للعشاء

أغيّر رأيي

أرتدي شورت قصير أسود اللون، وتيشيرت أبيض

أربط شعري كما تفعل الصبايا

كعكة وسط رأسي .. ربما !

هل أحلق تلك الذقن المبعثرة ؟!

أسأل نفسي .. أتردد

أقرر ألا أفعل !

 

أخرجُ إليهم

نقضي سهرةً جميلة

هم يشربون ويثرثرون، وأنا أبتسم وأنصت

أضحك أحياناً، لكني لا أثرثر

أستمع لتجاربهم الحياتية

هم عابرون، وأنا كذلك !

تعود الصبيّة

أفسحُ لها مكاناً بجانبي

تقبّلني على خدّي وتجلسُ قربي مبتسمة

تستمتع معي بالسهرة

ينتصف الليل

أقوم لأعود إلى كوخي

يتأففون .. فالليل طويل !

أبتسم وأغادرهم

أقبّل الصبيّة قبلة خاطفة

وأمضي ..

 

أمشي على الشاطئ

تلحقني الصبيّة

أضمّ يدها ونمشي سويّاً

لا نتحدث

فقط نمشي

أعودُ إلى كوخي وهي معي

نجلسُ سويّاً على الشرفة

أسمِعُها أم كلثوم

تقوم وتجلس على حجري

تضمّني

تستمتع بالستّ مثلما أستمتع بها

تغفو فجأةً على صدري

أحملها وأضعها على السرير

تحرك يدها بحثاً عنّي

أقبّل يدها وأتركها

أعودُ للشرفة

أكمل السهرة مع الستّ

أنهي كتابي ..

 

تصبحُ الساعة الخامسة فجراً  .. !

لـ مؤازر صلاح | 10/11/2019
معضلة صناعة التوازن

معضلة صناعة التوازن

المعضلة الأزلية  التي يحاول الجميع حلّها هي محاولة إيجاد نقطة التوازن المركزية بين العمل والعائلة والتي يفشل الأغلب فيها ، فترجيح كفّة على الأخرى من الصعوبة بمكان، لكن من المؤكد أن الأولويات هي التي ترجح إحدى الكفّتين .. فماهي أولوياتك ؟!

هذا هو السؤال الذي سألته لنفسي بعد مشاهدتي مؤخراً لفلم بعنوان A Family Man وأنصحك إن لم تكن قد شاهدته أن لا تكمل هذا المقال، لأنّي بشكل أو بآخر سأحكي لك قصّة هذا الفلم المتقاطع بشكل جوهري معي شخصياً ومع الكثير ممن يشابهوننا من الباحثين عن التوازن بين العمل والعائلة في ظل تغوّل العمل على حياتنا الشخصية ، ففي خضم زخم العمل ننسى العائلة تماماً، ننسى مركزيتنا في الحياة والأشخاص الذين هم وبلا شك الأهم لدينا، لكننا ننساهم ليس بممارسة طقوس أنانية، بقدر ما أننا ننشغل عنهم بهم، ونتناساهم لأجلهم !

فنحن ننغمس في العمل ونغرق فيه بشكل تدريجي حتى نستطيع أن نوفر لهم حياةً كريمة لا نحوجهم فيها إلى شيء أو أحد، ونكون قادرين على تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم، وتأمين مستقبلهم، إلا أن هذا كله ربما لا يكون كافياً ولكننا لا ندرك ذلك حينها، فالعمل أولوية قصوى خاصة في هذا الصراع الرأسمالي الضخم الذي يتطلب منك حضوراً كاملاً وذهناً صافياً وعملاً دؤوباً وجهداً متواصلاً دون أعذار ولا تبريرات، فعجلة الرأسمالية لا تسمح لأحد بأن يعرقل سيرها، فهي كبيرة للحد الذي تستطيع فيه دهسك دون هوادة وملئ شاغرك بآخر في أسرع وقت ممكن ..

أثناء غرق “داني” في العمل يكتشف بأن ولده مصاباً باللوكيما “سرطان الدم” وهنا تكون صفعة الخد الأولى التي يتلقاها، ثم تليها صفعات متتالية حين ينكشف عنه غطاء التقصير الذي يخفي ملامحه، ويكتشف كم هو بعيد عن زوجته وأبناءه !

يحاول التعويض ولكن هل يستطيع بعد كل هذا ؟!

والأسوء  من كل ذلك وبرغم كمّ المعاناة والأسى الذي يتجرعه نتيجة مرض ولده والذي تطور ليدخل في غيبوبة طويلة يقوم مديره في العمل وصاحب الشركة التي يعمل بها بفصله !

اسودّت الدنيا أمام عينيه بطريقة بشعة، لكن المضحك هو ردّة فعل زوجته “غريتشين” التي عندما أخبرها بفصله عن العمل ضحكت وقالت له “آخيرا .. مبروك” ثم ضمّته !

هي لم تفكر حينها  في مآلات فصل زوجها من عمله، والديون التي من الممكن أن تتراكم عليهم، كلّ ما كان يهمّ حقيقةً بالنسبة لها أن زوجها تحرر من عبوديته الأزلية لوظيفة امتصّت منه حياته، أصدقاءه، وأبناءه، والأهم نفسه ..

ترى كمّ عدد الأشخاص الذين يعيشون ما يعيشه “داني” الآن ؟!

 

تحقيق التوازن بين العمل والحياة العائلية مطلب يراه الغالبية –وأنا منهم- شبه مستحيل، ولكن على الرغم من ذلك فإن السعي في خلق هذا التوازن قدر المستطاع ضروري جداً، ففي النهاية لن يتبقى لنا سوى الذين ننشغل عنهم بالعمل، وهم الأهم حقيقةً، لذا هذه بعض الخطوات التي ستساعد على خلق مساحة من التوازن المهمة بين العائلة والعمل، لا أدعي بأني أطبقها، ولكني أسعى في هذه الفترة من حياتي لتطبيقها قدر المستطاع.

 

حدّد هدفك من العمل: كل وظيفة نعمل بها لابد أن يكون لدينا منها هدفاً واضحاً ومحدداً، ربما يكون اكتساب خبرة، أو توسيع دائرة المعارف، أو المقابل المادي، وغيرها من الأهداف. لذا تحديد الهدف من العمل الذي أنت فيه الآن سيساعدك كثيراً في تحديد دورالعمل في حياتك، ووضع الأولويات بينه وبين عائلتك وحياتك بشكل عام، وسيساعدك كذلك في تحديد المدة الزمنية التي تريد قضائها من عمرك في هذا المكان.

صمّم شكل حياتك: أنت الشخص الوحيد القادر على تصميم شكل وطريقة الحياة التي يريد أن يعيشها، فيجب عليك أن تضع أساسها وأطرها وتقيم أعمدتها بالشكل الذي يلائمك أنت وعائلتك، وبالتالي تضع الحدود والحواجز لما تريده ومالا تريده. صدقني إن لم تقم أنت بذلك فهناك الكثير من الأشخاص الذين على استعداد لتصميم شكل حياتك بما يتناسب مع احتياجاتهم هم، خاصة العمل.

حدّد مهامك اليومية: تقييد نفسك بمهام يومية محددة لابد من إنجازها سواء في العمل، على الصعيد الشخصي، مع عائلتك، أو أصدقائك، سيجعلك تحرص على أن تفي بتلك المهام والوعود التي قطعتها، مما سيجعلك تضع في اعتبارك وقتا تتوقف فيه عن العمل لإنهاء تلك المهام.

حافظ على وقتك الخاص: لابد من أن تقوم بتحديد وقت خاص لك ووقت خاص لعائلتك، أشبه ما يكون بوقت مقدس لا تستطيع تجاوزه، وليس شرطا أن يكون طويلا، فقد تكون ساعة الغداء هي وقتك الخاص مع العائلة الذي لا تفوته مهما حدث، لكن من الضروري جداً أن يكون هناك وقتا خاصاً بهم، يعرفونه وينتظرونك فيه، وأن يكون لك أنت كذلك وقتك الخاص الذي تقرأ فيه، وتطور ذاتك، أو تبحث فيه عن الهدوء والسكينة والسلام النفسي.

حدّد وقت نومك واستيقاظك: من أهم العوامل على تنظيم اليوم وبالتالي تنظيم الحياة هو تحديد موعد للنوم وموعد للاستيقاظ لا تتجاوزه، فالموعدين كفيلان بجعلك تنهي مهامك في وقت جيد وتبدأ يومك بشكل جيد وطاقة متجددة.

تعلم أن ترفض: علّم نفسك أن تقول لا في الوقت المناسب، ليس من الصواب أن تقول لكل شيء نعم، وليس من المنطقي كذلك أن تقبل كل المهام الملقاة عليك في كل وقت، هناك وقت للعمل ووقت للحياة، تذكر دائما بأن العمل جزء من يومك وحياتك، ليس كلّ يومك وليس كلّ حياتك، العمل لا يعطي لحياتك قيمة، أنت من تعطي لحياتك قيمة بما تفعله فيها، والعمل جزء مما تفعله في الحياة بشكل عام.

تذكر أتك لست سوبرمان: ولن تكون أبداً .. لذا تذكر هذا جيداً في كلّ مرة يحاول فيها مديرك أن يقنعك بأنه بحاجة إلى “جوكر” وشخص “خارق” مثلك ليقوم بما لم يقم به أحد من قبل، لكي ينجز مالم ينجزه أحد من قبل !

أنت إنسان لديه طاقة وقدرة على التركيز والعطاء، لن تستطيع العمل 24 ساعة في اليوم، ولن تستطيع أن تقدم لعملك الجودة المطلوبة إن كنت مستنزفاً ومجهداً بهذا الشكل، أنت بهذه الطريقة تضرّ بصحتك، وجودة عملك، وبالتالي سمعتك الوظيفية المترتبة على سوء مخرجاتك. فخذ نفساً واعطي نفسك حقّها من الراحة.

مارس رياضة تحبها: ممارستك اليومية ولو لنصف ساعة فقط لنشاط رياضي محدد، أو لأحد أنواع الرياضات التي تفضلها سيساعدك كثيرا على الاسترخاء، والتركيز، واخراج الطاقة السلبية التي تعلق بك خلال يومك، وتعيد تدفق النشاط إليك.

 

بعد هذه النصائح لا يسعني أن أقول لك سوى أن الحياة أقصر مما نظن، لكنها مليئة بالخيارات، فاختر لحياتك ما تراه الأنسب، وحاول أن لا تندم على نتائج تلك الاختيارات  ..

 

لـ مؤازر صلاح | 10/11/2019
ماراثون صناعة المحتوى !

ماراثون صناعة المحتوى !

ماهو الجديد؟! مالذي حدث اليوم؟! وماهي ترندات اليوم؟!

هذه الأسئلة هي التي تشكّل نمط جمهور اليوم، نمط المتلقين للمحتوى أيّاً كان؛ سواء كان محتوى مكتوباً، أو مسموعاً، أو مرئياً.

أصبح المتلقي اليوم يبحث عن الجديد، المختلف، والسريع، وهذا ما شكّل المفهوم الجديد في عملية صناعة المحتوى بكل أشكاله وصوره وهو مفهوم الكمّ والكثرة والتواجد الدائم بل التواجد اليومي. فصناعة المحتوى اليوم حكراً على صناعة الأفكار الاستثنائية فقط، ولم يعد السؤال الهاجس هو: ماذا ينبغي علينا أن نصنع ؟ أو مالذي سيشدّ انتباه الناس فعلاً؟ أو مالذي سينتشر بسرعة النار في الهشيم؟

فقد تحول نمط التفكير مؤخراً ليصبح مرتكزاً على بُعد جديد وهو الآلية التي ينبغي علينا اتباعها لصناعة شيئاً جديداً كلّ يوم !

اصنع شيئاً استثنائياً وستُنسى بعد فترة زمنية وجيزة، لأن المتلقّي لم يعد يهتم كثيراً بما حدث في الماضي، والماضي بالنسبة للمتلقّي الذي تعوّد على الاستهلاك وعجلة السرعة المخيفة لم يعد سوى ساعات أو يوم على الأكثر، فما حدث بالأمس يُدفن في ذاكرة الأمس، وتبدأ ذاكرة اليوم في التضور جوعاً للمزيد، فماهو جديد اليوم؟!

جرّب أن تصنع شيئاً جديداً ومختلفاً كلّ يوم وستجد أنّك محطّ الأنظار والمتابعة الدائم عند شريحة المتلقّين على اتّساعها، فأنت تقوم بتقديم مادة يومية ليقوموا هم بدورهم بمشاركتها في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ليبرهنوا بشكل أو بآخر بأنهم موجودين ويشاركون العالم سرعته وتدفقه المعلوماتي يوماً بيوم ولحظة بلحظة.

كلّ الذي يمارسون صناعة المحتوى في اليوتيوب، انستغرام، سناب شات، تويتر وغيرها من المنصات المختلفة يعون تماماً أهمية أن يقدموا محتوى جديد وبشكل يومي حتى وإن لم يكن مدهشاً، فيكفي أنه جديد!

في عالم صناعة المحتوى الجديد لم يعد مهمّاً أن تصبح مبدعاً فحسب، بل أن تصبح مبدعاً كلّ يوم، فكلّما زادت كميّة ما تنشر كلّما كان هناك متابعين أوفياء ومهتمين بما تطرح .. لذا وباختصار فسرّ النجاح في ماراثون صناعة المحتوى الجديد هو التدفّق !

أن تنشر كلّ يوم إبداعاً جديداً .. وستتميّز بلا شك إن كان ما تنشره كلّ يوم ليس شيئاً إبداعياً فحسب بل شيئاً يلفت الأنظار وينتشر بسرعة كبيرة !

« اعرض الأقدم

بحث

  • مساكينٌ من لا يسمعونَ موسيقى الجاز ..
    نوفمبر 10, 2019
  • آرون سوركين | الدوافع والعقبات
    نوفمبر 10, 2019
  • حول الكتابة
    نوفمبر 10, 2019

أحدث المقالات

  • الجمهور مايسترو العمل الدرامي مايو 10, 2020
  • تطوير الشخصيات في الكتابة الدرامية أبريل 29, 2020
  • الدوافع والعقبات في الدراما أبريل 26, 2020
  • ماهي الفكرة المناسبة للعمل الدرامي ؟! أبريل 22, 2020
  • دليل عملي لصناعة المحتوى فبراير 18, 2020

تصنيفات

  • صناعة المحتوى
  • مقالات
    • الكتابة الدرامية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل ما هو جديد

  • Twitter
  • Instagram
  • YouTube
  • Snapchat
جميع الحقوق محفوظة لمؤازر صلاح
بتقنية مهارتي | ووردبريس