مؤازر صلاح
  • الرئيسية

  • المدونة

  • عنّي

  • للتواصل

صحافي وصانع محتوى

  • الرئيسية

  • المدونة

  • عنّي

  • للتواصل

الرئيسية / 2020
لـ moazirsalah | 10/05/2020
الجمهور مايسترو العمل الدرامي

الجمهور مايسترو العمل الدرامي

 

 

هناك نوعان من الأعمال الدرامية، الأعمال التي تسعى للجماهيرية فتضع ذائقة الجمهور في المقام الأسمى للحكم والنقد على العمل الدرامي، والأعمال التي تضرب بالجمهور عرض الحائط للاستحواذ على رضى المهرجانات والنقاد والجوائز وإن لم يستحسنها أو حتى يفهمها الجمهور.

 

ككاتب سيناريو عليك أن تعي أن الجمهور عنصر فعال في نجاح العمل الدرامي، وأن ذائقة الجمهور اختلفت عن العصور الماضية، فلم يعد جمهور اليوم مجرد مراقب ومشاهد للعمل الدرامي فحسب، بل أصبح مشارك ويطالب بأن يُعطى ذات المساحة التي تُعطى لأي عنصر نجاح آخر في العمل الدرامي.

 

عليك ككاتب سيناريو أن تعطي جمهورك الإشارات اللازمة ليقوم بالاستنتاج بنفسه، لا تقلل من ذكائه وقدرته على الاستنباط والفهم والتحليل والربط، لا تلقمه النص، وكلما كنت ذكيّاً في مفاجئته بما لم يخطر على باله فستكون مثار دهشته وحبه واحتفائه بعملك بل وتطلعه الدائم لأعمالك القادمة.

 

عليك كذلك أن تتملك أدواتك، فيشعر من خلال نصّك بأنك تمسك الخيوط بشكل محكم، لديك حبكة مثالية، تعرف تماماً ما ستقوم بفعله، وكيف تفاجئه وترغمه على أن يُدهش بشكل لم يكن يتوقعه. لذا تجنب أن تخبر الجمهور بما يعرفونه أصلاً، تجنب الأمور البديهية والكليشيهات والتفاصيل المعروفة  والأحداث المملة والنهايات المتوقعة.

 

إياك عزيزي الكاتب أن تلمح بأي شكل من الأشكال عبر السيناريو بأنك أذكى من الجمهور الذي يشاهدك.

 

تمرين عملي:

قم بعمل ورشة جماهيرية، اختر عينة عشوائية من الجمهور وشاركهم قصة السيناريو، واسألهم:

  • هل القصة والحوار مقنعة؟ ممتعة؟
  • ماهي الأمور التي يتمنوا معرفتها أكثر عن القصة؟ أو الشخصيات؟
  • هل كان باستطاعتهم اكتشاف الأحداث؟ أو توقعها؟
  • هل النهاية كانت واضحة ومفهومة؟ أم كانت مفاجئة؟
تنويه:
هذه السلسلة عبارة عن دروس في الكتابة الدرامية، أقوم فيها بنقل ما تعلمته واستفدت منه بشكل شخصي، سواء على صعيد القراءة والاطلاع أو الدراسة والمعرفة أو الدورات والتدريب، وذلك لإيماني الكبير بحاجتنا لتعلّم أدوات الكتابة وصناعة المحتوى من أشخاص سبقونا كثيراً في هذا المضمار، خاصّة في ظلّ شحّ المصادر المعرفية المتاحة باللغة العربية. وهذا الدرس مستفاد من دورة للسيد آرون سوركين .
لـ moazirsalah | 29/04/2020
تطوير الشخصيات في الكتابة الدرامية

تطوير الشخصيات في الكتابة الدرامية

 

 

تحدثنا سابقاً عن الدوافع والعقبات والتي تعد أساس أي عمل درامي وسينمائي، تطوير الشخصيات مرتبط بشكل رئيسي بالدوافع والعقبات.

لتقوم بصناعة وتطوير شخصية معينة في العمل الدرامي عليك أن تسأل نفسك: ما هو الدافع من وجود هذه الشخصية في العمل؟ مالذي تريده بالضبط؟ مالذي تسعى لتحقيقه والحصول عليه؟

بعد أن تجيب على هذه الأسئلة عليك أن تسأل نفسك مجدداً: ماهي العقبة الملائمة التي ستحول بين هذه الشخصية التي تم تطويرها وبين ما تريده في هذا العمل؟ هل هي عقبة واحدة أم عدة عقبات متباينة؟

إن لم يكن لشخصيتك دافع من الوجود، ولم يكن لهذا الدافع عقبة تواجهه وتسعى للتغلب عليها سواء استطاعت الشخصية أم لم تستطع التغلب عليها، فهذه الشخصية غير ذات جدوى وعليك التخلص منها فوراً.

عند كتابتك لشخصية ما، لا تغرق في وصف حياتها وتفاصيلها وماضيها وطفولتها، صدقني لن تحتاج لهذا كله، قد تظن أن كل ما تكتبه يجعل شخصيتك أكثر قابلية للتصديق وستدب فيها الحياة فعلاً، لكن هذا غير صحيح بالضرورة، فأنت بهذه الطريقة ستغرق في الكتابة الخيالية غير المفيدة درامياً وهذا من الأخطاء الشائعة عند الكتاب المبتدئين.

الشخصية التي تصنعها كمادة الصلصال ستكون طوع رغبتك فيما تحب وما تكره، في العمر الذي ستكون عليه، والذاكرة التي ستعود لها وتنطلق منها، كل ذلك في سبيل ما يخدم الدافع الذي وجدت هذه الشخصية لأجله والعقبة التي ستتجاوزها فقط لا غير.

لا تنسى أنك ككاتب تتبنى هذه الشخوص والأصوات التي تكتب بها، فلا تحكم عليها من واقع حياتك الخاصة ومنظومة قيمك الأخلاقية والدينية والمجتمعية، أنت تكتب شخصية مستقلة عنك، لها رأيها الخاص الذي يجب عليك أن تتبناه بالكامل وتدافع عنه لآخر رمق بشكل منطقي وبحجة سليمة، لذا إن كنت ستكتب بصوت امرأة أو طفل أو شخص مغاير لك في الجنس، العرق، الطبقة الاجتماعية، الجنسية، الخلفية الثقافية. فعليك أن تحيط نفسك بأناس من هذه الفئة لتفهم وجهة نظرهم الحقيقية في القضية والقصة التي تكتب عنها، لتستطيع بعد ذلك تبني هذه النظرة بشكل صادق وحقيقي.

 

تطبيق عملي:

المشهد: الشخصية (أ) تواجه مشكلة ما وتحتاج مساعدة الشخصية (ب) في حلها.

المطلوب:

  • قم بتطور شخصيتين، الشخصية (أ) والشخصية (ب).
  • حدد المشكلة التي تواجه الشخصية (أ) وتحتاج مساعدة الشخصية (ب) فيها.
  • اجعل الشخصية (ب) ترفض طلب الشخصية (أ).
  • حدد دافع كل من الشخصيتين: طلب الشخصية (أ) ورفض الشخصية (ب) للطلب.
  • الآن اصنع 3 حجج منطقية مختلفة في ثلاثة مشاهد مختلفة تبرر طلب الشخصية (أ) وتبرر رفض الشخصية (ب)، وتجعل الشخصيتين يتحدثان بطرق مختلفة، نبرات صوت مختلفة، وشكل مختلف.

الآن لديك ثلاثة مشاهد مختلفة لحوار بين شخصيتين يطبق تدريب اليوم.

تنويه:
هذه السلسلة عبارة عن دروس في الكتابة الدرامية، أقوم فيها بنقل ما تعلمته واستفدت منه بشكل شخصي، سواء على صعيد القراءة والاطلاع أو الدراسة والمعرفة أو الدورات والتدريب، وذلك لإيماني الكبير بحاجتنا لتعلّم أدوات الكتابة وصناعة المحتوى من أشخاص سبقونا كثيراً في هذا المضمار، خاصّة في ظلّ شحّ المصادر المعرفية المتاحة باللغة العربية. وهذا الدرس مستفاد من دورة للسيد آرون سوركين .
لـ moazirsalah | 26/04/2020
الدوافع والعقبات في الدراما

الدوافع والعقبات في الدراما

من أساسيات النصّ الدرامي وأبجدياته وجود الدوافع والعقبات، فبلا دوافع وعقبات لن يكون هناك نصّ درامي من الأساس، بل سيكون مجرّد نصّ صحافي ينقل حدث أو قصة بشكل متجرّد ومحايد دون مشاعر وعواطف، وهذا فرق جوهري بين الصحافة والدراما التي تجذبك من يدك وتهيئ لك المكان بالكامل لتعيش تفاصيل القصة الدقيقة بكلّ أحداثها وتفاعلاتها النفسية والعاطفية ..

الدافع هو الحالة النفسية والقوى المحرّكة للشخصيات الدرامية في العمل، فمالذي يجعل الشخصية تقوم بسرقة بنك؟ أو قتل صديق؟ أو الانتقام من مدرس؟

الدافع هو الأساس الذي تنطلق منه الشخصية، لتفاجئ بالعقبة التي تعرقل مسيرتها، وتجعلها مكبّلة، وتواجه صعوبة في الحركة والتغلّب عليها، مما يضفي على القصّة الإثارة.

مثال على ذلك: عملية سرقة من خزنة شركة

الدافع: أب موظف في الشركة يحاول إنقاذ حياة ابنه في عمر 8 سنوات من الموت

العقبة: صعوبة السرقة، وجود الخزنة في مكتب المدير المالي والمجهز أمنيا بكميرات مراقبة.

عليك ككاتب أن تصل للدوافع الحقيقية للشخصية، فمالذي تريده الشخصية وترغب به ويحركها بشدة، ويدفعها للوصول لهدفها؟!

بدون دوافع حقيقية وواضحة وقوية ومحددة للشخصيات في العمل الدرامي فستصبح الشخصية سطحية، مقيدة، وغير ذات جدوى تماما، وكذلك العقبات لابد أن تكون واقعية، وإن كانت للعقبة حلول بديهية ستخطر تلقائيا على ذهن المشاهد فعليك ككاتب أن تُري المشاهد لماذا لم تكن تلك الحلول هي الأمثل؟

مثال على ذلك: لماذا لا يقترض الموظف المبلغ الذي يحتاجه لعملية ابنه من الشركة بدلاً من أن يسرقها ؟!

عليك أن تجيب على هذا السؤال من خلال النص الدرامي، عبر مشهد يوضح أنه قد حاول وتم رفض طلبه، أو أنه لا يستطيع أن يطلب من الشركة قرض لأن عليه قرض سابق  للعملية الأولى وهو لا زال يسدده !

ولتظهر الدوافع والعقبات بشكل سلس فعليك أن تتبع إحدى هاتين الطريقتين:

إما أن تكون واضحا في تقديم الدافع أولا للمشاهد منذ البداية ثم العقبة.

مثال على ذلك: أحتاج مائة ألف ريال خلال خمسة أيام كحد أقصى لإجراء عملية قلب مفتوح لإبني الصغير وإلا سأفقده، ولكني لا أملك سوى ثلاثة آلاف ريال فقط والشركة لن تقرضني مبلغا كبيرا كهذا.

أو أن الدوافع والعقبات تأتي بشكل متتالي.

مثال على ذلك: يتعب الابن، يذهب إلى الطوارئ، يكتشف الأب بأن وضع ابنه الصحي تدهور للغاية وهو بحاجة إلى عملية قلب مفتوح، يفاجئه الطبيب أن العملية لابد أن تكون عاجلة وفي فترة لا تتجاوز الخمسة أيام، ثم يتفاجئ بأن العملية ستكلفه مائة ألف ريال، يصاب بالصدمة لأن كل ما يملكه هو ثلاثة ألف ريال، يذهب للشركة ليطلب قرض، فيتم رفض طلبه لأن المبلغ كبير جدا وراتبه لا يؤهله لمثل هذه القروض، فيطلب قرض أقل ويتم الرفض كذلك لأن عليه قرض سابق يقوم بتقسيطه.

 

بشكل عام حاول أن تعرض دوافع الشخصيات والعقبات التي تواجهها مبكّراً خلال الدقائق الأولى بعد أن تمهّد لقصتك، وتعرّف المشاهد بالشخصيات وتخلق علاقة عاطفية بسيطة بينهم، مثل: أن تقوم بعرض وضع العائلة المترابطة، الأب الحنون، والأم المتفانية، والابن الوحيد، الصباحات في البيت، الوالد يوصل ابنه إلى المدرسة في الصباح ويذهب إلى عمله، يعيده للبيت بعد الظهر ، الحياة الجميلة، حتى تحدث الصدمة والتي من الممكن أن تكون باتصال من المدرسة للأب بأن ولده قد أغمى عليه وهم الآن في طريقهم للطوارئ ..

 

تذكر .. ليس على البطل أن يتجاوز كلّ التحديات والعقبات، لكن عليه أن يحاول.

 

تنويه:
هذه السلسلة عبارة عن دروس في الكتابة الدرامية، أقوم فيها بنقل ما تعلمته واستفدت منه بشكل شخصي، سواء على صعيد القراءة والاطلاع أو الدراسة والمعرفة أو الدورات والتدريب، وذلك لإيماني الكبير بحاجتنا لتعلّم أدوات الكتابة وصناعة المحتوى من أشخاص سبقونا كثيراً في هذا المضمار، خاصّة في ظلّ شحّ المصادر المعرفية المتاحة باللغة العربية. وهذا الدرس مستفاد من دورة للسيد آرون سوركين .
لـ moazirsalah | 22/04/2020
ماهي الفكرة المناسبة للعمل الدرامي ؟!

ماهي الفكرة المناسبة للعمل الدرامي ؟!

هناك الكثير من الأفكار التي تخطر على بالنا، والتي نلتقطها من حياتنا اليومية أو القصص التي نسمعها من أصدقائنا أو حتى نشرات الأخبار، لكن السؤال هو كم من هذه الأفكار يصلح لأن يكون مجرد حكاية، وكم منها يجب أن يكون قصة لفلم سينمائي أو عملاً درامياً ؟!

لنستطيع التفريق بين الفكرة التي تصلح لأن تروى كحكاية أو أن تكون شرارة عمل درامي، دعنا نخوض معاً تجربة بسيطة، تخيل أن أحكي لك عن صباحي منذ أن استيقظت وحتى وصولي لعملي، غالباً سأقول التالي: استيقظت من النوم الساعة الثامنة صباحاً، كانت الشمس مشرقة ودافئة كعادتها، أخذت حماماً دافئاً، ارتديت ملابسي، وكالعادة تمكنت من تفادي ازدحام الطرقات، مما مكّنني من الوصول للمكتب قبل بداية عملي بخمسة دقائق، وصلت في تمام الساعة 8:55 دقيقة.

هل تستطيع خلق دراما من هذا الحدث ؟!

الفكرة المناسبة هي التي تدفعك لمواصلة السرد، هي التي تخبرك بحدث يبدو عاديّاً لكن هناك أمر ما طرأ عليه فجعله غير عادي، هذا الطارئ غيّر مجريات الأمور، أحدث شرارة في الجمود وحرك المياه الراكدة، هذا الطارئ لابد أن يكون معضلة ما، وهذه المعضلة لابد من أن يصاحبها دافع وهذا الدافع لابد أن يرافقه عقبة، هكذا تكون الفكرة مناسبة دراميّاً.

مثال عملي على الفكرة الأولى:

سأعيد سرد الحكاية الأولى لكن ببعض الإضافات المهمة التي ستحولها من مجرد حكاية ودردشة بين زملاء في العمل إلى نافذة نحو عمل درامي محتمل:

استيقظت من النوم الساعة الثامنة صباحاً، كانت الشمس مشرقة ودافئة كعادتها، وتبقى على موعد وصولي للعمل ساعة واحدة. أخذت حماماً دافئاً، ارتديت ملابسي على عجالة، وها أنا في الطريق رفقة صوت فيروز أحاول كعادتي تفادي الازدحام المروري، لكن حدث مالم يخطر على بالي .. !

هذا الحدث الطارئ الذي لم يخطر على بالي، هذا الحدث غير المخطط له بالكامل هو ما يبدأ سيل السرد لحبك فكرة دراميّة -قد- تصلح لأن تكون عملاً سينمائياً ..

قد يكون هذا الحدث هزّة أرضية، أو حادث سير بشع ارتطم فيه رأسي بزجاج السيارة مما سبب لي نزيفاً حاداً أدى إلى فقداني الذاكرة، الخ

فما هو هذا الحدث الطارئ؟ لماذا حدث؟ ما الدافع لحدوثه؟ كيف ستتعامل معه في حين أنك ملزم بأن تصل لمكتبك في تمام الساعة التاسعة؟ هل ستصل على الوقت أم ستتأخر؟ ماذا سيحدث لو تأخرت؟ هل وصولك لعملك أصلاً لازال هو الدافع الأولى أم تولّد دافع جديد أهم؟ الخ

كل هذه الأسئلة ستخلق من القصة العادية المملة في البداية إلى قصة مثيرة نحتاج أن نعرف تفاصيلها دراميّاً  .. ابحث دائماً في الفكرة التي تكتبها عن عقبات مناسبة لتصنع التشويق والحدث.

تدريب عملي:

التقط بعض الأفكار الاعتيادية، قم بتفكيكها وإعادة كتابتها عبر تحويلها لأفكار مناسبة لأعمال درامية، وشاركنا ما قمت بكتابته به هنا في المدونة.

 

تنويه:
هذه السلسلة عبارة عن دروس في الكتابة الدرامية، أقوم فيها بنقل ما تعلمته واستفدت منه بشكل شخصي، سواء على صعيد القراءة والاطلاع أو الدراسة والمعرفة أو الدورات والتدريب، وذلك لإيماني الكبير بحاجتنا لتعلّم أدوات الكتابة وصناعة المحتوى من أشخاص سبقونا كثيراً في هذا المضمار، خاصّة في ظلّ شحّ المصادر المعرفية المتاحة باللغة العربية. وهذا الدرس مستفاد من دورة للسيد آرون سوركين .

 

لـ moazirsalah | 18/02/2020
دليل عملي لصناعة المحتوى

دليل عملي لصناعة المحتوى

لطالما احتاج الإنسان للتعبير عن نفسه ومحيطه وما يمرّ به، هناك حاجة دفينة تجعل الإنسان دائماً ينحاز للحكاية والتعبير، فطوّع كل الوسائل المتاحة أمامه ليحكي، ابتداءً بالنقوش والرسوم على جدران الكهوف، وتوثيق مظاهر الحياة بالكلمات، والغزل والهجاء والنعي والبكاء على الأطلال بالشعر، واستمر حتى اليوم بتطويع الحرف بمختلف الطرق الإبداعية لينسج مجازاً من الجمال على شكل قصة قصيرة أو رواية.

 

مع تطوّر العصور تم اختراع فنّاً جديداً اسمه التسويق، ليقوم الأشخاص والشركات والجهات المختلفة بتسويق منتجاتهم وخدماتهم للمستهلك، هذا الفن تطلّب نوعاً خاصّاً من القدرة على التعبير، هذه القدرة اتخذت عدّة مسمّيات مع مرور الوقت حتى استقرّ العالم اليوم على مسمّى “صناعة المحتوى” وأصبحت هذه المهنة -صانع محتوى- مهنة مهمّة لأي شركة للتعبير والتسويق بأفضل الطرق الممكنة، حتى أصبحت هذه المهنة من أكثر المهن انتشاراً في العام.

 

فماهو هذا المحتوى وماهو الفرق بين صناعة المحتوى بشكل عام وبين صناعة المحتوى التسويقي تحديداً ؟!

هناك اختلاف مهم بين المجالين إلا أن الاثنان يعتمدان بشكل كلّي على قدرة الشخص على الكتابة، وليس الكتابة فحسب بل إبداعه فيما يكتب وكيف يوصل رسالته، فعلى سبيل المثال لو أردنا الكتابة عن منتج معين:

سيتوجه كاتب المحتوى للحديث عن تاريخ المنتج، ومتى تم اختراعه، ولماذا اخترع، ومن اخترعه، وأماكن توافره الخ

في حين أن كاتب المحتوى التسويقي سيكتب عن مميزات هذا المنتج مقارنة بالمنتجات الأخرى وبمدى أهمية هذا المنتج لك كمستهلك ولتسهيل حياتك بشكل عام حتى يشعرك بحاجتك الماسة لشرائه حتى تصبح حياتك أفضل!

 

هذه الخطوات ستساعدك في صناعة المحتوى سواءً العام أو المتخصص:

حدد الهدف:

اسأل نفسك دائماً، ماهو الهدف من صناعة هذا المحتوى؟

هل الكتابة عن منتج لنضارة البشرة، كالكتابة لتطبيق توصيل طعام؟

بالطبع لا، لذا كلما كان الهدف واضحاً، ومحدداً، ودقيقاً، كلما استطعت اختيار المفردات المناسبة لإيصال هذه الرسالة، فمثلاً لو أردت الكتابة عن حملة توعوية عن مرض الكرونا فيجب أن تكون لغتك عامّة بحيث يفهمها الطفل ذو العشرة أعوام أو الرجل ذو الخمسين عاماً، أما إن كان هدفك الكتابة عن فعاليات ترفيهية للصيف فيجب أن تكون مفرداتك مرحة، محفزة، وإيجابية.

 

الجمهور المستهدف:

معرفة الجمهور المستهدف من المحتوى مهم جداً لأنه سيختصر عليك الكثير من المشقة في الأسلوب والصياغة اللغوية، وتستطيع تقسيم الجمهور المستهدف بعدة طرق، منها نوع المهنة، الطبقة الاجتماعية، الفئة العمرية، النوع، وهكذا.

 

نوع المحتوى

هل المحتوى المطلوب سيكون مقروءاُ أم مرئياً أم مسموعاً ؟!

تحديد نوع المحتوى يعتمد بشكل كلّي على الفئة المستهدفة منه، فالمحتوى المخصص للمنشورات والمدونات فئته المستهدفة مختلفة عن فئة المحتوى المخصص لليوتيوب والدعايات التلفزيونية الخ

كذلك سيساعدك تحديد نوع المحتوى من اختيار طريقة الكتابة المناسبة، إن كانت فصحى أم عامّية، إن كانت لهجة تخص منطقة معينة أم لهجة يفهمها الجميع، إن كانت طريقة المخاطبة مباشرة أم غير مباشرة وهكذا.

 

البحث والقراءة والاطلاع:

كصانع محتوى مهم جداً أن تقرأ بشكل دائم، وأن تطلع على مختلف المجالات، بحيث تعرف شيء عن كل شيء، وتذكر دائماً أن القراءة هي وقود الكتابة.

هناك توجه لكتابة المحتوى المتخصص بحيث يفني الشخص حياته في الكتابة عن المجال الطبي مثلاً أو أسواق المال، إلا أني لا أؤمن بهذا التوجه، أؤمن بأن صانع المحتوى الجيد هو من يستطيع الكتابة في مختلف المجالات أيّاً كانت، كل ما يحتاجه هو أن يبحث جيداً، أن يقرأ كثيراً، وأن يكون مطلعاً بشكل عام.

 

التعليم المستمر:

حاول دائماً أن تكون مواكباً للتطورات، هناك الكثير من الدورات المتوفرة أونلاين عن الكتابة وأدواتها وآليتها، خصص وقتاً في الأسبوع لتطور من ذاتك عبر هذه الدورات وستجد فرقاً مذهلاً في طريقة وأسلوب كتابتك.

هذه بعض المواقع التي استفدت منها بشكل شخصي:

https://www.coursera.org/

https://www.rwaq.org/

https://www.udemy.com/

https://www.masterclass.com/

 

 

محفّزات الكتابة:

محفّزات الكتابة من الوسائل المهمة لتطوير قلمك، فهي تفتح لك آفاق الخيال، وتجعلك تكتب عن أمور لم تكن تخطر لك على بال، مما يجعلك أكثر اتقاناً للتشبيهات وتطويع المجاز ليخدم فكرتك ويعبر عن شعورك، فتخيل أن تكتب مثلاً عن السماء التي تمطر موسيقى!

 

مجتمعات الكتابة:

في كل مدينة هناك العديد من الكتاب المهتمين بالتعرف على كتاب آخرين، تكوين مجتمع كتابي والانضمام لهذه المجتمعات مفيد جداً في تلاقح الأفكار، والنقاشات البناءة، والنظر للأمور بطريقة مختلفة، والنقاش حول هذه المهنة بطريقة مثرية، وأخذ آراء المختصين للنقد والتطوير.

 

قواعد اللغة:

اللغة العربية بحر من المفردات والقواعد النحوية والإملائية، الإلمام بالنحو والصرف والإملاء مهم جداً للتعبير عن ما تريد بطريقة سليمة، دون أخطاء قد تغير معنى الكلام بشكل جذري؛ أذكر على سبيل المثال أن أحدهم اقتبس من القرآن آية (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى) لكنه مع الأسف أخطأ في إملائياً في كتابتها فكتب (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمني والأذى) !

هذا الخطأ الجسيم يحول النص إلى كارثة!

 

الكتابة المستمرّة:

لطاما سمعنا منذ الصغر مقولة “الممارسة تؤدي للكمال” وهذه حقيقة، ممارستك للكتابة باستمرار تعطي قلمك لياقة عالية في الكتابة، وسيسهل عليك تدفق الأفكار بدلاً من أن تقضي الأيام بحثاً عن فكرة أو منتظراً للإلهام كي يأتي لتكتب، كذلك ممارسة الكتابة باستمرار تجعلك أقدر على تلوين مفرداتك بدلاً من البحث لوقت طويل عن مفردة معينة.

جرب أن تكتب بشكل يومي ولو لنصف ساعة.

 

أتمنى أن تكون هذه الخطوات مفيدة لك كما أفادتني كثيراً على الصعيد العملي وكتاباتي الشخصية.

« اعرض الأقدم

بحث

  • مساكينٌ من لا يسمعونَ موسيقى الجاز ..
    نوفمبر 10, 2019
  • آرون سوركين | الدوافع والعقبات
    نوفمبر 10, 2019
  • حول الكتابة
    نوفمبر 10, 2019

أحدث المقالات

  • الجمهور مايسترو العمل الدرامي مايو 10, 2020
  • تطوير الشخصيات في الكتابة الدرامية أبريل 29, 2020
  • الدوافع والعقبات في الدراما أبريل 26, 2020
  • ماهي الفكرة المناسبة للعمل الدرامي ؟! أبريل 22, 2020
  • دليل عملي لصناعة المحتوى فبراير 18, 2020

تصنيفات

  • صناعة المحتوى
  • مقالات
    • الكتابة الدرامية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل ما هو جديد

  • Twitter
  • Instagram
  • YouTube
  • Snapchat
جميع الحقوق محفوظة لمؤازر صلاح
بتقنية مهارتي | ووردبريس