كثر شطة!
كل شيء كان مثيراً في تلك الليلة ..
تخلّف إمام مسجدنا عن صلاة المغرب لسببٍ ما، ونادراً ما كان يفعل ذلك!
تورطنا مع أبو عبدالله، المؤذن الستيني صاحب الصوت البغيض، وكأنه صفارة إنذارٍ معطوبة
كان كثيراً ما يوبخنا عندما نضحك أو نمزح بصوتٍ عالٍ في المسجد، لكنه في ذات الوقت أول من يهنئنا حين نختم جزءاً من القرآن بمائة ريال! ويالها من تهنئة ..
أتعلم ماذا يفعل طفل بمائة ريال؟
هربت مع رفاقي بعد صلاة المغرب
لم نجد عم علي أمام المسجد كالعادة
سمعنا صوت صفارته كالسراب
كنا نترقب حضوره، ونختلف على اتجاه صوت صفارته
هِمنا في الشوارع بحثاً عنه، ونحاول الاستدلال عليه بصفارته من بعيد
ذلك الصوت الذي ألفناه منذ نعومة أظفارنا، ولعبنا للكرة حفاة على امتداد الحارة
وجده عاصم قبلنا، رآه من بعيد كقوس قزح
تسابقنا إليه، كان عاصم أول الواصلين بطبيعة الحال
لا أظن أن هناك صحن بطاطس أجمل منه في عالمي الصغير
عم علي
صحن بطاطس .. كل شي
شطة كمان؟
ايوة بالله كثر شطة!
عربة عم علي للبطاطس قطعة من أحجية ذاكرة حواري جدة الدافئة
تذكرونها ؟!