ستٌ وثلاثون قصة
كتبت هذه التدوينة منذ سنتين وأنا ابن الرابعة والثلاثين، وها أنا اليوم أكبر بخريفين ولا أجد حقيقةً ما أضيفه عليها سوى تذكير نفسي بها، ومراجعتها وجعلها ومضة نور في هذا العالم الناضح بالأسى ..
عدت بذاكرتي للوراء، لسنوات طويلة انقضت، لرحلة مليئة بالتحديات والإثارة والدهشة والرضى، أخذت مني هذه الرحلة الكثير كما علمتني الكثير، وهنا لا أنصح بقدر ما أني أشارك ما لصق بقلبي وأصبح منارة أرجوا أن أستمر عليها في قادم العمر ..
كن كسنابل القمح!
المرونة هي سلاحك الذي تواجه به هذا العالم، فما أكثر المتغيرات على كل الأصعدة، وما أسرعها، كن مرناً لتتعايش وتتقبل وتتجاوز ..
توقع الأقل!
فإدارة توقعاتك هي طريقتك لتحصين قلبك من الوجع والخيبات، لا تتوقع أكثر مما ينبغي، ولا تُحمّل الآخرين عبء توقعاتك وظنونك، فالعالم والآخرين لا يدينون لك بشيء ..
إياك أن تثق ببائعي الأحلام، أو أن تكون مثلهم!
أكاد أصنف بائعي الأحلام في نفس مرتبة مجرمي الحرب، لأنه يزرعون في قلوب الآخرين أملاً زائفاً، فيسرقون الأعمار وأجمل سنوات الكفاح، يشيرون إلى السراب بخبث طوية ويظن المساكين أنه ماء، فيلحقونه ببراءة الأطفال، فيضيع العمر في الآمال الزائفة ..
الأصدقاء هم ملح الحياة ..
هم بلا شك زادك، والكتف، والسند، والظهر، والعكاكيز التي نستند عليها، هم أنس الأيام وملحها، وهم ملجئك الذي يحميك والحضن الذي يبكي معك ويضحك لك فرحاً، ورفاق التطوير، والمسافات الطويلة ..
حافظ عليهم، كن قريباً، اصفح واعفو فلن تجد من تُرضى سجاياه كلها، كن عوناً لهم كما تحب أن يكونوا لك، افرح لفرحهم وساندهم وكن لهم كما هم لك وأكثر ..
مكّن لتُمكّن ..
يصطفي الله من خلقه أناس ليكونوا عوناً لعباده، مفاتح للخير، مغاليق للشر، فلا يفوتك أن تحظى بهذا الشرف
أن تخدم عباد الله بمااستطعت، وتذكر أن جزاء الإحسان دوماً الإحسان وإن طال الوقت ..
أهلك أهلك ..
فوالله هم وطنك وأمانك، هم الحضن الذي يدفئك من زمهرير الحياة، وهو الغطاء الذي يحميك من شدة المطر، وهم الماء الذي يرويك في شدة الظمأ، هم الأصل وكل ما عداهم فرع، هم جذورك في الأرض وفرعك في السماء، تمرغ في وجودهم حولك، واظفر بالوقت الذي يمد الله في أعمارهم لتكون قربهم، فسيأتي يوم تعض أصابع الندم على عدم استثمار هذا الوقت بصحبتهم، والتفضيل عليهم ..
الخطأ نافذة التعلم ..
لا تخف من ارتكاب الأخطاء، لأنك ستتعلم وتزدهر وتتطور، فالأخطاء مدارس ..
لا تقيد نفسك بحبال الخوف من ماذا سيحدث وماذا لو حدث، غامر، فإما أن تنجح وإما أن تتعلم، ففي الحالتين أنت الرابح، فماهي الخبرات إلا تراكم التجارب والنجاحات والأخطاء؟!
ولا تنسوا الفضل بينكم
تذكر أولائك الذين مدوا لك أياديهم البيضاء بكل خير، أولائك الذين حملوك وجبروك وأعانوك ووجهوك، اشكرهم سراً وعلانية، اوفيهم قدرهم، فالناس بالناس والكل بالله ..
نجاحك مرهون بزمنك الخاص
فلا تبتئس ولا تجزع ولا تظن أنك في منافسة مع أحد، افرح للآخرين وصدقني سيفرحوا لك، نجاحك مرهون بوقتك أنت لا بأوقات الآخرين، والنجاح ليس مال ومنصب فقط، النجاح هو ما تريده أنت من هذه الحياة فقد يكون أسرة جميلة متكاتفة، أو وظيفة أنت شغوف بها، أو سكينة وراحة بال .. فاختر ما يناسبك ودعك من المقارنة والحساب، فكلٌ ميسر لما خلق له ..
كن لطيفاً ما استطعت
فما كان اللين في شيء إلا زانه، سيتذكر الناس لطفك ودماثة خلقك، سيذكرونك بالخير كلما مررت بذاكرتهم، فكل شخص لديه من مصاعب الحياة ما يكفيه. لا تكن عبئاً وحملاً ثقيلاً مضافاً على أكتافهم، كن كالغيمة تمر بسلام ولا تمطر إلا الخير ..
استمر
لا تتوقف أبداً عن تطوير نفسك ومهاراتك، فقيمة الإنسان ما يحسن، لا تركن للوظيفة والمال، فكل ذلك زائل
استثمر في نفسك ومهاراتك، فهذاما يجعلك تنمو وتزدهر وتتطور باستمرار ..
حبل نحو السماء
مهما قصرت، اجعل بينك وبين الله حبلاً ممدوداً، وباباً مشرعاً، وسلماً تصعده وإن توقفت مرات ومرات، فالخير والبركة والسرور والسعادة والنجاح والرضى والطمأنينة كلها ستجدها في علاقتك بربك، فاجعل بينك وبينه خبيئة، وعملاً صالحاً ينمو، فنحن بالله وإلى الله ..